30 ـ متى نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
يوم الاثنين؛ لحديث أبي قتادة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين؟ فقال: ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه) رواه مسلم
قال ابن القيم: (ولا خلاف أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين).
31 ـ كيف كانت بداية الوحي؟
عن عائشة قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء.. فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ. ثلاث مرات.. إلى أن قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم..) متفق عليه.
قوله: (ما أنا بقارئ) أي لا أحسن القراءة.
ـ اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أميًا لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وفي ذلك إبعاد لشبهة الشك في مصدر القرآن، وفي ذلك يقول المولى عز وجل: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت:48].
32 ـ ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك؟
ذهب إلى زوجته خديجة وأخبرها الخبر.
33 ـ ماذا قالت له خديجة، وعلى ماذا يدل كلامها؟
قالت له: (كلا، فوالله لا يخزيك الله؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر).
وكلامها هذا يدل على رجحان عقلها وحسن تصرفها وفضلها وسلامة فطرتها.
33 } ماذا نستفيد من كلام خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم؟
ـ استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر تيسيره عليه وتهوينه لدينه.
ـ أن من نزل به أمر استحب له أن يطلع على من يثق بنصحه وصحة رأيه.
34 ـ ماذا فعلت خديجة بعد ذلك؟
ذهبت به إلى ورقة بن نوفل.
ففي حديث عائشة السابق: (ثم انطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان امرءًا تنصر في الجاهلية، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، وأخبره صلى الله عليه وسلم الخبر).
35 ـ ماذا تمنى ورقـة؟
تمنى أن يكون حيًا حين يبعث.
قال: (يا ليتني أكون فيها حيًا جذعًا حين يخرجك قومك؟ قال: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم يلبث ورقة أن توفي).
قوله: (يا ليتني) الضمير يعود على أيام الدعوة.
قوله: (جذعًا) الجذع هو الصغير من البهائم.
في قوله: (يا ليتني..) جواز تمني المستحيل إذا كان في فعل الخير؛ لأن ورقــة تمنى أن يعود شابًا وهو مستحيل عادة.
قوله: (أو مخرجي هم) استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوه؛ لأنه لم يكن فيه سبب يقتضي الإخراج، لما اشتمل عليه من مكارم الأخلاق.
قوله: (لم يأت أحد بمثل..) ذكر ورقة العلة في إخراجه هو مجيئه لهم بالانتقال عن مألوفهم، ولأنه علم من الكتب أنهم لا يجيبونه إلى ذلك.
36 ـ ما أول ما أنزل من القرآن؟
أول ما أنزل من القرآن قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1، 2].
قال النووي: (هذا هو الصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف).
لحديث عائشة السابق (قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ.. قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق..).
فقوله: (ما أنا بقارئ) أي لا أحسن القراءة .
ـ هذا صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئًا.
ـ ولأن الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار.
37 ـ ثم ماذا حدث بعد ذلك؟
انقطع الوحي.
وقد اختلف كم كانت مدة انقطاعه؛ قيل: كانت ستة أشهر، وقيل: كانت أربعين يومًا.
38 ـ ما الحكمة من هذا الانقطاع؟
ـ ليحصل للرسول صلى الله عليه وسلم التشوق إلى العود.
ـ تأكيد أن الوحي ظاهرة منفصلة عن ذات الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولقد جزع رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الانقطاع.
39 ـ ماذا حدث بعد هذا الانقطاع؟
بعد هذا الانقطاع نزل عليه الوحي مرة أخرى.
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتًا، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فأنزل الله: يا أيها المدثر قم فأنذر، إلى قوله: والرجز فاهجر) متفق عليه.
فحمي الوحي وتواتر.
فكان أول ما نزل بعد فتور الوحي: (يا أيها المدثر..).
فائدة:
صفة الوحي إلى نبينا صلى الله عليه وسلم توافق صفة الوحي إلى من تقدمه من النبيين.
كما قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163].
40 ـ اذكر مراتب الوحي كما ذكرها ابن القيم؟
قال ابن القيم:
1- الرؤيا الصادقة:
كما في حديث عائشة السابق (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة).
2 _ ما يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه:
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في رُوعي أن لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) رواه ابن ماجه.
قوله: (روعي) أي قلبي.
3 _ أنه كان يتمثل له الملَك رجلاً:
كما في حديث عمر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) رواه مسلم.
4 _ أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه:
عن عائشة (أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال..) رواه البخاري.
(صلصلة الجرس) الصلصلة في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين .
(وهو أشده علي) قال الحافظ: يفهم منه أن الوحي كله شديد، لكن هذه الصفة أشدها.
(فيفصم عني) أي يقلع عني ويتجلى ما يغشاني .
ـ كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك.
كما تم ذلك في الإسراء والمعراج حيث فرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس وتردد عليه في ذلك عدة مرات يسأله التخفيف وكان ذلك بإرشاد موسى عليه السلام.
41 ـ اذكر مراحل الدعوة خلال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
المرحلة الأولى: الدعوة سرًا، واستمرت ثلاث سنين.
المرحلة الثانية: الدعوة جهرًا، واستمرت بقية حياته صلى الله عليه وسلم.
42 ـ اذكر أول أول من أسلم؟
من النساء: خديجة بنت خويلد.
من الرجال: أبو بكر الصديق، حيث قال صلى الله عليه وسلم لعمر: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال: أبو بكر: صدق..) رواه البخاري.
وقال هو عن نفسه عندما اختير خليفة للمسلمين: (ألست أحق الناس بها؟ ألست أول من أسلم) رواه الترمذي.
ومما يدل على قدم إسلام أبي بكر قول عمار: (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر) رواه البخاري.
وقد اتفق الجمهور على أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال.
ومن الصبيان: علي بن أبي طالب، أسلم وعمره عشر سنين كما رجح ذلك الحافظ ابن حجر.
ومن الموالي: زيد بن حارثة، ففي قول عمار السابق (.. إلا خمسة أعبد..).
قال الحافظ ابن حجر: (الأعبد هم: بلال، وزيد بن حارثة، وعامر بن فهيرة..).
43 ـ هل ورقة بن نوفل من السابقين؟
نعم، فقد صدق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (.. يا ليتني فيها ـ أي أيام الدعوة ـ جذعًا حين يخرجك قومك... وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا).
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين) رواه البزار.
وقال أيضًا: (قد رأيته فرأيت عليه ثياب بيض) رواه أحمد.
44 ـ اذكر بعض من أسلم على يد أبي بكر؟
عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبـد الرحمن بن عوف، وسعـد بن أبي وقـاص، وطلحة بن عبيد الله.
ـ في هذا فضل أبي بكر، وأنه أول داعية بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ بيان فضل الدعوة إلى الله، وفضل من يهدي الله على يديه فردًا أو أفرادًا.
.